فتاة تشارك في الإمتحانات عشية ولادتها لابنها البكر

جمعة, 2022-06-10 18:34

 

فوجئ المشرفون على مركز لمسابقة امتحان شهادة ختم الدروس الإعدادية صباح اليوم الجمعة بإحدى المترشحات في المركز، وهي تحمل بين يديها خرقة مزركشة لفٌت فيها مولودها البكر الذي وضعته الليلة البارحة.
 
الفتاة التي تدعى "بانا جالو"، وهي مولودة 2003، وتقيم في قرية "رنجاو" غير بعيد من مدينة كيهيدي جنوبي موريتانيا لم يمنعها وضع مولودها البكر من استكمال امتحان شهادة ختم الدروس الإعدادية، ليتاح لها في حال وفقت في الامتحان التجاوز إلى المرحلة الثانوية.
 
شكلت قصتها مصدر إلهام لكل الموجودين في مركز الامتحان، ونالت اهتماما خاصا من المشرفين.
 
عزم وتصميم
الصغير الذي استهلت به أمه الفتاة الوديعة رحلته في الحياة بحضور امتحان في مادة الفيزياء، بدا بصحة جيدة، ساعدت أمه في التصميم على مواصلة مشوارها الدراسي رغم العراقيل.
 
وتقول الفتاة بانا جالو لمراسل وكالة الأخبار إنها صممت على مواصلة دراستها مهما كانت الظروف، وذلك عقب زواجها خلال العطلة الصيفية الماضية.
وتضيف: "رغم الظروف الصحية التي كانت مضنية أحيانا، إلا أنني كنت أواجهها بتصميم أقوى منها، وعزيمة لا تلين، عبر مواكبة الدروس، والمراجعة المستمرة لها".
 
وأثنت الفتاة على الدعم الكبير الذي لقيته من أسرتها في مشوارها التعليمي، مؤكدة أنه  كان له دوره البارز في تجسيد طموحها رغم كل المصاعب.
 
دعم بلا حدود
"بيلي" والدة الفتاة بانا جالو شكرت القائمين على ما بذلوه من جهد في تفهم وضعية الفتاة، وشحنها معنويا بصفتها نموذج للفتاة التي تُحوِّل المشكلات إلى جسر للعبور إلى تحقيق الأحلام.
 
وأشارت بيلي في حديث للأخبار إلى أن ابنتها شعرت الليلة البارحة في حدود الساعة العاشرة بآلام الطلق، حيث ذهبت معها إلى مستشفى بمدينة كيهيدي القريبة لتضع مولودها في ظروف طبيعية.
 
وتقول الأم، إن شعورها بالخوف كان مزدوجا، فهي أولا تريد لابنتها أن تتجاوز مشاكل الطلق، وأن تخرج منه مصاعب صحية، وتطمح فوق ذلك أن لا يشكل حجر عثرة في طريق تصر الفتاة على المضي فيه إلى النهاية.
 
الأم التي لا تفارق حفيدها، أكدت أن أسرة ابنتها أجمعت أمرها في وقت مبكر من صباح اليوم على استكمال الفتاة للمواد الثلاث المتبقية من امتحان شهادة ختم الدروس الإعدادية، والتي أجرتها في جو طبيعي، مثمنة جو التشجيع، والمؤازرة الذي حظيت به خطوة أسرة الفتاة من طرف مشرفي المركز، وأساتذتها، وأترابها في المدرسة.