
سرد العديد من الفاعلين في مدينة نواذيبو ما وصفوه "العطش" الذي يفتك بالمدينة،وكيف عاشوا تحت رحمته في ظل مضاربات في بيع المياه على نحو غير مسبوق،وغياب حلول مستديمة لأزمة العطش حسب قولهم.
وقالت الفاعلة في المجتمع المدني لالة بنت العباس إن مدينة نواذيبو تعاني الأمرين ، وتجرعت مرارة العطش في ظل انتعاش تجارة المياه بشكل كبير، مخاطبة الوزير : كيف يعقل أن تنتعش تجارة المياه والمواطنون يعانون العطش؟ لماذا لم توقف شركة المياه هذه الوضعية؟ أين أنتم مما يحدث؟
وانتقدت بنت العباس أن يركز الوزير في خطابه على المزارعين في الوقت الذي تنتعش تجارة بيع المياه وتمنح لرجال الأعمال ،منبهة إلى أن الأولوية ينبغي أن تكون لسقاية المواطنين.
بدوره رئيس الاتحادية الوطنية للصيد حمادي ولد حمادي اعتبر أن مشكل المياه بنيوي على مستوى مدينة نواذيبو،داعيا إلى إجراء دراسة لمعرفة مقدرات المياه بغية استغلالها بالشكل المطلوب.
واعتبر ولد حمادي أن الحل المستدام لمشكل المياه هو تحلية مياه البحر ،فيما أن بقية الحلول ليست مستدامة،منبها إلى أن تحلية المياه باتت تقنية متاحة ويمكن أن تحل مشكل المياه خصوصا في مدينة نواذيبو.
بدوره المستشار البلدي المعلوم أوبك وصف وضعية نواذيبو اتجاه المياه ب"الجائحة" والتي تتطلب أن يعيها الوزير بشكل جيد ،متسائلا عن مغزى تسديد المواطنين للفواتير في الوقت الذي لايحصلون على الخدمة.
بدوره رئيس اتحادية المزارعين علين صبنيت استغرب حديث وزير المياه كون المزارعين يستهلكون كميات كبيرة ،متسائلا عن ما إذا كان الوزير زار مكان بيع المياه ،واطلع على حجم الكميات المخصصة فأيهما أولى بالتقليص؟
وزير المياه والصرف الصحي إسماعيل عبد الفتاح قدم في البداية اعتذاره لسكان نواذيبو عن مالحق بهم في الفترة الأخيرة،مستعرضا الجهود التي قام بها قطاعه في سبيل توفير المياه.
وقال الوزير إن كميات المياه التي تصل نواذيبو يوميا من بولنوار مابين18 ألف إلى 20 ألف متر مكعب،منها 5000 متر مكعب خاص ببولنوار،وهو مايعني أن نواذيبو تبقى لها 10 الاف مترمكعب يوميا.
وأشار الوزير في حديثه إلى أن العمل يجري من أجل التغلب على الاختلالات منها اتخاذ تدابير لترشيد المياه،كاشفا إلى أن 5000 متر مكعب يوميا تخسر في بولنوار ،وهو ما دفعه إلى إصدار أوامر لشركة المياه بوضع عدادات لرقابة سير المياه.
ورأى الوزير أن المزارع على مستوى نواذيبو تستهلك 2000 متر مكعب يوميا وهو رقم كبير ، منبها إلى أن الأولوية لتوفير المياه للشرب ،معتبرا أنهم عون للمزارعين بكمية معقولة يوميا،مشيرا إلى أن ماسماها بفوضى المياه انتهت حسب قوله.
ورأى الوزير أنه في غضون 36 ساعة تصل المياه إلى كافة أحياء المدينة المربوطة بالشبكة، منبها إلى أن هذه الخطوات التي قيم بها هي اجراءات ستتبعها أخرى بغية حلحلة مشكل المياه بنواذيبو.